Main Menu
Documents
Feed Display
Désarmementكلمة السيد إدريس الجزائري حول موضوع : الوقاية من سباق نحو التسلح في الفضاء الخارجي ، الدورة السنوية 2011 لمؤتمر نزع السلاح، جنيف في 8 فبراير 2011
مؤتمر نزع السلاح الدورة السنوية 2011 السفير و الممثل الدائم حول موضوع : وقاية من سباق نحو التسلح في الفضاء الخارجي جنيف في 8 فبراير 2011 السيد الرئيس، يود الوفد الجزائري اليوم تناول موضوع منع حدوث سباق تسلح في الفضاء الخارجي. و نود أن نشكر السيدة جيانيلا أناليزا مندوبة المجر، الدولة الصديقة، على الملاحظات الوجيهة بخصوص هذا الموضوع و التي وافتنا بها باسم تلك الدولة أساسا، طبقا للنظام الداخلي للمؤتمر. و أستهل كلمتي بالقول أن هذا الموضوع الذي يشكل أحد بنود جدول أعمال مؤتمر نزع السلاح، على قدر كبير من الأهمية لما له من آثار مباشرة على الأمن و السلم في العالم و كذلك بالنسبة لحياتنا اليومية. إن الفضاء الخارجي بات يلعب دورا متصاعدا بالنسبة لقطاعات كثيرة في الحياة الاقتصادية و الاجتماعية و العلمية. و قد تعاظم هذا الدور مع التطور العلمي و التكنولوجي. و هذا ما يستدعي توفير مناخ من الأمن و الشفافية و الثقة بالنسبة للأنشطة في الفضاء الخارجي. و الجزائر التي تطمح إلى تسخير هذا الفضاء إلى تلبية حاجياتها في مجال التنمية، تتمسك بضرورة حصر استكشاف و استخدام الفضاء الخارجي، باعتباره إرثا مشتركا للبشرية، للأغراض السلمية فقط لصالح الجميع بما يصون السلم و الاستقرار و التعاون الدوليين و وفق المبادئ المنصوص عليها بمقتضى الالتزامات و القانون الدولي ذي الصلة، لا سيما إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة لسنة 1963 و اتفاقية 1967 المتعلقة بالمبادئ المنظمة لنشاطات الدول في ميدان استكشاف الفضاء الخارجي و استخدامه لأغراض سلمية. إن مثل هذه المبادئ و الأهداف النبيلة لن تصمد حتما تحت وطأة أي شكل من أشكال السباق نحو التسلح أو أية مظاهر عدائية في هذا الفضاء. بالفعل فإن عسكرة الفضاء الخارجي يبعث على القلق لما له من مخاطر كبيرة. فهو قد يؤدي إلى إحداث اختلالات في التوازنات و يحفز على ديناميكية جديدة للسباق نحو التسلح قد تكون عواقبها وخيمة على الأمن و السلم الدوليين. هذا ناهيك عن الآثار السلبية على الصعيدين الاقتصادي و الاجتماعي. و نذكر في هذا الصدد بورقة العمل المقدمة من طرف مجموعة 21 تحت رقم CD/1893 المؤرخة في 14 سبتمبر 2010 التي تعرب عن انشغالات المجموعة من الآثار السلبية لتطوير و نشر منظومات الدفاع المضادة للقذائف الباليستية و السعي إلى الحصول على تكنولوجيات عسكرية متقدمة يمكن أن تنشر في الفضاء الخارجي. السيد الرئيس، إن الجزائر ترى، على غرار العديد من الدول، أن المنظومة القانونية الحالية الخاصة بالفضاء الخارجي يشوبها بعض النقص و هي غير كافية لمنع حدوث سباق نحو التسلح. مما يتطلب مجهودا جماعيا في إطار مؤتمر نزع السلاح لتعزيز الإطار القانوني الحالي و سد الثغرات التي تميزه. لهذا الغرض فإن الجزائر تؤيد إنشاء فريق عمل على مستوى مؤتمر نزع السلاح كما دعتنا إليه الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 44/65 المتعلق بمنع حدوث سباق نحو التسلح في الفضاء الخارجي و الذي صادقت عليه الأغلبية الساحقة. تكون مهمة هذه الهيئة التوصل إلى اتفاق متعدد الأطراف يتضمن معايير قانونية دولية ملزمة و فعالة لحظر نشر كل أنواع الأسلحة و كذلك حظر استعمال القوة أو التهديد باستعمالها في الفضاء الخارجي. و بالنظر إلى عدم وجود توافق في الآراء في الوقت الراهن حول هذا الموضوع، تشكل الولاية الواردة في الوثيقة 1864CD/ قاعدة جيدة للانطلاق في هذا العمل. و في هذا الإطار فإنه يمكننا الاستلهام من كل المجهودات و المبادرات المبذولة في هذا المجال. و على غرار مجموعة 21 فالجزائر ترحب بالمبادرة الصينية الروسية الخاصة بالوقاية من وضع الأسلحة في الفضاء الخارجي و التهديد باستعمال القوة أو استعمالها ضد الأجسام الموجودة في الفضاء الخارجي. كما أن الجزائر أخذت علما بمشروع مدونة الإتحاد الأوربي التي قد لا تدخل في إطار ولاية مؤتمرنا. لكنها ترمي إلى إضفاء الشفافية و ترشيد كل النشاطات في مجال الفضاء الخارجي، و أساسا تلك التي لها صبغة مدنية. و في هذا الصدد، نرى أن التفاوض في الإطار المتعدد الأطراف هو المكان المناسب للتوصل إلى صياغة إجراءات و قواعد التي من شأنها الإجابة على انشغالات الجميع. و شكرا للإصغاء
|